بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله الطاهرين،
في الأمالي لشيخ الطائفة الشيخ الطوسي عليه الرحمة عن حمزة بن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول على المنبر:
(ما بال أقوام يقولون أن رحم رسول الله لا يشفع يوم القيامة؟ بلى والله إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة)،
مما لاشك فيه أن النسب الهاشمي هو أشرف الأنساب لإنه يتصل بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وآله،
وعلى ضوء الحديث المتقدم فإن لهذا الإنتساب أثر في الآخرة وهو شفاعة رسول الله صلى الله عليه وآله وهو غاية يسعى لها كل مؤمن حيث يوم الفاقة والحاجة،
ولكن مما لاشك فيه أيضاً أن هذا الأثر يترتب على الإنتساب الواقعي وليس على الثبوت الخارجي فيما لو خالف الواقع،
نعم قد يسعى الإنسان لإكتشاف انتسابه من عدمه من أجل أن يطمئن من حصوله على هذا الفوز الأخروي،
أما معرفة ذلك في الحياة الدنيا وإن كانت له آثار قد لا يسعى لها المؤمن مثل إرادة التفاخر على الغير ولكن مما لاشك فيه أيضاً أن له من المبررات ما يستحق لها بذل الوسع، فكم ستكون الانعكاسات النفسية ذات الآثار الأخلاقية على الشخص حينما يدرك ويستشعر أنه ابن لمحمد سيّد البشر صلى الله عليه وآله،
ولكن دعوى الإنتساب الى بني هاشم يجب أن تتوافر على أحد الطرق الشرعية التي نص عليها مراجعنا الكرام في رسائلهم العملية وفي استفتاءاتهم ولا يمكن اثبات ذلك بأي طريق آخر من بحوث تاريخية أو مشجرات أو أقول نسابين فضلاً عن القيافة والأحلام مع حفظنا للقيمة العلمية للبحوث التاريخية وأبحاث النسب والمشجرات، نعم في حال أورث ذلك اطمئناناً بالثبوت صحّ الأخذ بها،
من هنا لا يمكن ولا يجوز ترتيب الآثار الشرعية على مدعي النسب بمجرد دعواه حتى يتم له أحد الطرق الشرعية، وتلك الآثار هي:
1-جواز الأخذ من سهم السادة وهم اليتيم والفقير وابن السبيل(أي المسافر الذي ليس لديه مال يرجع به إلى وطنه).
2-حرمة الأخذ من أموال الزكاة ومن فطرة رمضان لو كانتا من غير سيّد.
3-جواز الإستفادة من الأوقاف والنذور المخصوصة بالسادة.
4- استمرار عمل المرأة بأحكام الحيض حتى بلوغ الستين-على رأي بعض مراجعنا-.
ملاحظة:
التعبير بدعوى النسب أو ادعاء النسب أو مدعي النسب له ظلال في الاستعمال العرفي حيث يُفهم منه الكذب والباطل ولكنه في الفقه يراد به كل قول يُثبته شخص قبل أن يُقيم عليه دليلاً فإذا أقام الدليل صار قوله حق وثابت.
ونحن في بحثنا هذا سنناقش أدلة دعوى انتساب عائلتنا عائلة المبارك للذرية الهاشمية،
وأنبه إلى أنه لا يوجد بحث فقهي مكتوب من طرف الأخوة الطلبة المثبتين وهذا ما نبهت عليه الشيخ عبد الهادي الحمود الذي قال لي أنه طلب من الشيخ جعفر النمر أن يكتب ذلك قبل حفل الإشهار ووعده بذلك ولكن بعد الإشهار،
وعلى هذا فأدلة الأخوة المثبتين يمكن تجميعها من ملف البحث الشامل ومن خطابات الشيخ جعفر التي كرر فيها ذكر الأدلة ومن سماعي منه ومن أخيه الشيخ حسن،
كما إنني أنوه إلى أنني قد استعنت ببعض ما سمعته من شيخنا الأستاذ الشيخ عبد الله النمر ومما كتبه ولده الشيخ مجتبى وكذا مما ذكره شيخنا الأستاذ الشيخ عبد المحسن النمر في عرضه المرحلي لمناقشة أدلة لجنة البحث الأولى وكذا من جلسات المناقشة مع أكثر من أخ من الفضلاء.
... يتبع...