http://aldrwaza.com/index.php?show=news&action=article&id=128
بعد أدائه لفريضتي الظهرين من يوم الخميس 29/6/1429هـ ألقى سماحة العلامة الحجة السيد عبدالله الموسوي كلمته الأسبوعية في جمع من المؤمنين، حيث خصصها في هذا الأسبوع للحديث عن مسألة النسب التي كان قد طرحها من وجهة نظر فقهية في الأسبوع الماضي رداً على سؤال أحد المؤمنين، إلا أنه أشبع في هذا الأسبوع البحث في هذه المسألة التي طفت على السطح مؤخراً ، هذا وقد رد سماحته على بعض الأدلة التي قدمها له الطرفان من هذه العائلة الكريمة بعد اطلاعه على شريط فيديو يحتوي جانباً من ردود أفعال بعض طلبة هذه العائلة الكريمة، موضحاً رأيه في هذه المسألة المتعلقة بالنسب خصوصاً إذا كان الأمر متعلقاً بعائلة مُنَسّبة منذ القدم، مفرقاً بين الشهرة والشياع في النسب، مؤكداً أن الشهرة لا توجد نسباً ولا يثبت بها نسب، بينما الذي يثبت به النسب هو الشياع، مستنكراً كثيراً من الأمور التي تعامل بها بعض أفراد هذه الأسرة الكريمة في علاج هذه القضية، مستهجناً سماحته الأساليب الملتوية في إثبات النسب، مُعيباً عليهم التطاول على بعض الرموز والنيل من الآخرين من أجل إثبات نسب السيادة لأنفسهم، وفي التالي نص تلك الخطبة:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
قال تعالى: { ... إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا } [الأحزاب/33] صدق الله العلي العظيم.
تمهيد في توضيح:
إننا نعيش أفراح ميلاد الإمام الباقر صلوات الله وسلامه عليه، وهو باقر علوم الأولين والآخرين كما ورد في الروايات، إلا أن هناك أمراً لا بد من المرور عليه.
ففي الأسبوع الماضي سألني أحد المؤمنين مسألة مرتبطة بالنسب، وأنا أجبتُ عن المسألة فيما يخص طرق ثبوت النسب وكان جواباً شرعياً بحتاً لم أخض في تفاصيل أخرى، ولم أبرز قناعتي عما دار ويدور، فَنُقل لي من أحدهم أحد الفضلاء أن أصحاب الشأن كأنما تحسّسوا من ذلك، بمعنى أنه أدّعي عليّ وافتُريَ عليّ من دون أن أتطرق لما افتري عليّ به، نعم هؤلاء المؤمنون ،هذه العائلة الكريمة الأسرة الكريمة، واقعاً هي من الأسر الشريفة في منطقتنا انقسمتْ على نفسها، بمعنى أنه لم يكن كلامهم واحداً، فقد جاءني طرفا النزاع أيضاً، حيث جاءني أحد الأطراف عبر أبنائهم والطرف الآخر بجميع أفراده، وطرحوا عليّ أدلة الطرفين، باعتباري طلبة وباعتبار أنه لديّ شيء في مسألة الأنساب، باعتباري طلبة ما هو الموقف الشرعي وهل تثبت السيادة بهذه الأدلة أولا تثبت؟!
دفاعاً عن ذرية رسول الله (ص) والموقف حسّاس
المسألة خرجت عن طور الثبوت وعدم الثبوت، طبعاً علماؤنا يهتمّون كثيراً بمسألة الأنساب، وقد ذكرنا القول المأثور الوارد في الروايات : ( لعن الله الداخل فيهم بلا نسب والخارج منهم بلا سبب) ، ( معلون ملعون من نُسب إلى غير أبيه ) روايات كثيرة تؤكد على هذا الجانب.
هذا الجانب حسّاس جداً عند حتى القبائل بمعنى أنه ليس كل قبيلة تقبل بأي أحد يدخل فيها من دون أن يكون له أصل في المسألة فكيف برسول الله صلى الله عليه وآله؟! ونحن المسلمون قاطبة مسؤولون عن الدفاع عن ذرّية رسول الله (ص) بمعنى أنه لا نقبل بدخول إلا الحقيق في هذه الذرية الطاهرة، { ... قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ...} [الشورى/23]، هنا الجانب المراد كما يقول الشيخ عبدالله المامقاني رضوان الله عليه، حيث كانت له كلمة في كتابه ( مرآة الرشاد ) حينما يتحدث عن إكرام هذه الذرّية الطاهرة، حيث كانت هذه وصايا لابنه، يقول: ( وعليك بنيّ بإكرام الذرية الطاهرة ذرية عليّ وفاطمة صلوات الله وسلامه عليهما وأن مودتهم من الفرائض اللازمة، لأنها جُعلت بنص الكتاب أجر الرسالة المقدسة فأكرمهم حدّ مقدوركَ تُرضِ بذلك الله تعالى ورسوله (ص) وتكسب بذلك خير الدنيا والآخرة ) مرآة الرشاد ص 110 إلى أن يقول بعد ذلك، فلا أريد أن أقرأ ما ورد بتمامه، يقول: ( وكذلك لا ألزمك بإكرام داخل النسب، بل ينبغي الاجتناب من إكرامه عندما تبين بيان نسبته والتوقف عند الشبهة ) يقول أنا ألزمكَ بإكرام أصيل النسب وحقيق النسب، وقوله : ( والتوقف عند الشبهة) أي أنه على الإنسان أن يبتعد هذا أقل التقادير خصوصاً هذا النسل المبارك.
عائلة مُنَسَّبة ولكنها كارثة!
ولكن ومن باب الإيضاح ودفع المُدَّعَى عُرضتْ عليّ الأدلة، فأنا كنتُ أجتنب التطرق للأدلة، لماذا؟ ابتعادناً عن الفتنة ومسبباتها وإن كان علماء المنطقة أجمعوا نعم الجميع من دون استثناء في التوقف في هذه المسألة، بل المتبين عندهم خلافه، يعني أجمع علماء المنطقة على أن هذه العائلة الكريمة عائلة مُنَسَّبةٌ، ورد نسبها في ( دائرة المعارف الشيعية ) للسيد حسن الأمين، وورد نسبها الشريف أيضاً في ( مجلة الموسم ) في العدد الحادي عشر والثالث عشر على الظاهر، إذن هذه قبيلة مُنَسَّبةٌ ونادراً ما تكون عائلة مُنَسَّبةٌ وتنتسب لقبيلة أخرى وهذه كارثة!
أدلة يشيب لها الطفل وتجنٍّ
أنا لن أتحدث عن رد كامل لهذه الأدلة أو أستعرض الأدلة، لكن ما سمعتُه في أدلة إثبات النسب يشيب منه الطفل، ولم تستخدم فيه الموازين الشرعية حقيقة، لأن المشكلة والمسألة مسألة حسّاسة وينبغي أن تخضع للضوابط الشرعية، نعم القبيلة محترمة والعائلة شريفة، وينبغي ألا يُنال منها في خصوص شرفها، وما إلى آخره، ولكن هناك ضوابط شرعية، ولكن مع الأسف - وهذا الذي آلمني كثيراً - حينما جيء لي بمقطع فيديو يتحدث فيه أحدهم ، حيث تم النيل من جماعة من علمائنا في المنطقة ومن أشراف علمائنا في المنطقة، كذلك تم النيل من العوائل العلوية الشريفة في أحد المجالس، فمن يقبل منا في أن يُتحدث عن رجل وعالم خدم الدين مثل السيد هاشم الشخص، كأن يقال عنه بأنه لا يدخل بيوتنا؟! هذا كلام خطير! فما الذي يشين السيد هاشم حتى أنه لا يدخل البيوت؟! إن من يدخل السيد هاشم بيوتهم فإنه يشرفهم لأن السيد هاشم من الأشراف.
في الأمر غيبة وعدم اقتناع
الأمر الآخر أن أحدهم يقول: لا نصلي خلفه لأن عدالته كذا وكذا، أين التقوى وأين الورع في التطرق وذكر العلماء بكل احترام؟!
وأساساً عندما يتم الحديث عن عالم أو عن مؤمن غير موجود في المجلس فإن الجميع يعلم بأن هذه غيبة، والغيبة لا تصح في وسط المؤمنين فضلاً عمّن يدّعي العلم وطلب العلم، وبناء عليه أنا ناقشتُ بعض الأدلة المطروحة ولم أستقرئ كل الأدلة، لأنني واقعاً فقط أردت أن أبين وأبرر للأخوة المؤمنين والمحبين والذين يُراجعونني خصوصاً في المجلس، ويسألونني عن هذا الأمر، أردتُ أن أوضّح لهم عدم اقتناعي أنا بهذه الأدلة المذكورة، في هذا الشريط قال أحدهم: هل أنا عادل عندكم؟ وهو رجل دين، فقيل له: نعم أنت عادل، فقال: أنا أشهد بوجود شهرة على أننا من الأشراف ومن السادة، وهذا أخي إلى جانبي: هل هو عادل عندكم أو غير عادل؟ فقيل له: عادل، فقام هذا الشخص أيضاً وشهد، بينما بالنسبة لهؤلاء المؤمنين هم من أهل العلم يعرفون بأن هذه الشهادة غير معتبرة عندنا في الفقه، بمعنى أن في باب الشهادات يُذكر أن الشهادة المقبولة هي الشهادة عن عِلْم، يعني لا أقول أنا أشهد بأن فلاناً يشهد عن حَدْسٍ واجتهاد، وإنما أنا أقول: أشهد، لأنني علمت بأحد الحواس إمّا رأيت أو سمعت حينئذٍ، أما في حال عدم العلم لا أستطيع وشهادتي هذه غير مقبولة، هذا الأمر الأول الذي يرد على الشهادة.
الأمر الآخر شهادتي وشهادة شريكي:
انظر إلى باب الشهادات تجد الجميع يقول بأن الشهادة يجب أن تكون عن علم، الشهادة الأخرى : لا تقبل شهادة من تجرّ شهادته نفعاً، يعني أنا أشهد بأن فلاناً سيدٌ مقبولة شهادتي باعتباري عادلاً، ولكن لا أقبل بأنني أشهد بأنني سيدٌ، يعني الشهادة للذات لأنها تجر نفعاً فهي غير معتبرة شرعاً عندنا، فحتى لو شهدت على وجود الشياع فإن هذا الشياع فإن هذه الشهادة تجر نفعاً لي لإثبات سيادتي، وهي غير معتبرة شرعاً عند الفقهاء.
كذلك يقولون بأن من الشهادات غير المقبولة شهادة الشريك فيما اقتضت المشاركة له فيه، قيده بعضهم وبعضهم أطلقه، بعضهم قال: في الأمور التي يشترك فيها فإن شهادته غير مقبولة، فإذا كان ذاك وأنا نشترك كلانا في السيادة وأردتُ أن أؤكد هذه المسألة بأننا نشترك مع بعض فإن هذه الشهادة باطلة، وبعض العلماء قال: مطلق الشريك شهادته في حق شريكه باطلة حتى لو لم تكن في الأمور التي يتفقان فيها، بل حتى في الأمور الأخرى، إذن هذه مسألة أخرى.
الأمر الثالث شهادة باطلة:
شهادة من يستدفع ضرراً كشهادة العاقل بجرح أحد شهود الجناية، يعني مثلاً: أنا اشهد لكن شهادتي تدفع عني ضرراً هذه أيضاً شهادة غير مقبولة، كأن أجرح بعض الشهود، حيث يأتي شاهد ليشهد عليّ بأنني - والعياذ بالله، البعيد البعيد- قمت بعمل محرم غير جيّد، فأنا أقول أنا أطعن في شهادته وأنه غير عادل وأنه كذا، فهذا جرح يستتبع لدفع ضرر، في هذه الموارد الثلاثة الفقهاء يقولون بأن الشهادة باطلة وغير مقبولة.
هذا من الناحية الشرعية، وهناك أمور ذكرت أيضاً:
ـ قال تعالى: { قال يا قوم أرأيتم إن كنت على بينة من ربي وآتاني رحمة من عنده فعميت عليكم أنلزمكموها وأنتم لها كارهون } [هود/28]، قال : هؤلاء الرسول (ص) يقول : ( أرأيتم إن كنت على بينة من ربي )؟ فيقول له هؤلاء: { بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة } [المدثر/52]، يعني لا نقبل بقرآنك بل نريد منك يا الله أن تُنزّل علينا صحفاً، هذا غير صحيح، هذا قياس مع الفارق لأن القرآن حينما ينزل على نبي قد ثبت بكل الوسائل بالبينة والشياع بأنه صادق وأنه لا ينطق عن الهوى، بل ثبت بالعلم أيضاً والعلم هنا بمعنى اليقين والقطع، فهل جعل بعض الناس من أنفسهم أنبياء ورسلاً لله عز وجل بحيث لا تُناقش أدلتهم؟! وهذه غريبة!
يعني ينبغي ملاحظة هذه المسائل، ينبغي التقوى والورع في بعض الطرح فلا ينبغي الحديث عن أمور هي أمور عاطفية وتراعي الجوانب في الحساسيات النفسية، بل ينبغي طرح المسألة طرحاً شرعياً فقهياً.
والمسألة الأخرى تساؤلات خاصة:
هتك السادة الآخرين من أجل تأييد سيادتي، هذا غير جائز شرعاً وذُكر من هؤلاء السادة سادة السلمان العلماء المحترمون، وسادة الشخص المكرمون، وسادة الحاجي المعروفون، هؤلاء السادة وغيرهم كما قال أحدهم: ( وكل سادة المنطقة لا يوجد لديهم ربع ما لديكم من الأدلة..).
ـ فلعمري أين الأدلة حينئذٍ؟!
ـ هل الإنسان يخجل من دليل أن يقول أنا فلان فيضع ميلاده على الإنترنت؟ فما المانع منه؟ أنني أضع شهادة ميلادي على الإنترنت وأقول هذا أبي وأنا ابن أبي وهذه الأدلة؟! ما المانع منه؟!
ـ لماذا يتم التجنّي على هؤلاء؟ مع أن هؤلاء سيادتهم ثابتة بالبينات الشرعية وثابتة أيضاً بأمور أخر، أهمها الذي يُثبت الأنساب في عصرنا الحاضر وهو الشياع، الشياع هو الدليل الشرعي القوي، فما المراد بالشياع؟
المشكلة أيضاً وقعت أخطاء وهذا طلبة يقول حينما يتحدث: (.. ثبتتْ لنا الشهرة ..) ، ( الشهرة ثابتة لدينا )، ( نحن لدينا شهرة ) وهذا غير صحيح لم يثبت أن من مثبتات الأنساب الشهرة، بل انظر إلى كل كتب الفقه لدينا أن المثبتات للنسب أمران دليلان:
الدليل الأول: البينة الشرعية حِسّ أم حدس؟!
والبينة الشرعية كما ذكرت سابقاً لا بد أن تكون عن حِسٍّ لا عن حَدْسٍ، معنى هذا أن هذا سيد لماذا سيد؟ لأنه متولد من أبوين وباعتبار أن أباه شائع عنه وحصل له الشياع في السيادة فأنا حينما يسألني أحد عنه وأنه يستحق الخمس أو أريد أن أكرمه واحترمه لأن ابن رسول الله (ص) فأنا أشهد وشهادتي عن حِسٍّ باعتباري بينة شرعية أشهد بأن فلاناً بن فلان المشهورة سيادته، هو حينئذٍ سيد، فهذه الشهادة شهادة عن حِسٍّ وليست شهادة عن حَدْسٍ، فالشهادة عن حَدْسٍ هي عبارة عن قرائن عندي كأن يكون وجه هذا يتناسب مع القيافة مثلاً، أو غير ذلك ، الشهادة عن حَدْسٍ كأن أكون وجدت وثيقة يُستفاد منها ويمكنني أن أستنبط منها، رأيت وثيقة عندنا تثبت أن من الآباء في حدود أربعين أبٍ ليسوا مذكورين، وهنا إذا كان حدود أربعين أبٍ ليسوا مذكروين احتمال أن يكون الأربعون أبٍ ما بيننا وبين رسول الله (ص) فأبونا المسكين الذي لا يعرف كان قد كتب من رقم 39 أو 40 فمعنى هذا أنه أكيد يؤمن بأننا سادة وترك أربعين خانة، هذا غير صحيح هذا يسمى حَدْساً وليس حِسّاً، ليس عن حِسًّ.
شهرة أم اشتهار أم إشاعة؟!
أيضاً الإشكالات الأخرى أن المسألة مسألة (الشهرة) لا توجد لدينا شهرة بل يوجد لدينا (اشتهار) وهو الذي يوازي (الشياع)، أما شهرة فلا يوجد عندنا شهرة وهناك فرق بين الشهرة والاشتهار.
الشهرة لا يؤخذ فيها النسبة العلمية أساساً، لم يرد فيها، بينما الشياع لا، فالشياع يقولون: إن أفاد اطمئناناً فإنه يجب العمل به، وإن لم يفد اطمئناناً لم يجب العمل به، فحينئذٍ حتى الشياع في النسب إن أوجب اطمئناناً يمكن العمل به وإن لم يوجب اطمئناناً لم يوجب العمل به، وعندنا مجموعة من العلماء مثل آل ياسين كانت عمائمهم سوداء، فنزعوها عندما رأوا أن هناك شبه وإشكالات نزعوا أعمتهم السوداء واعتمّوا بأعمة بيضاء.
ينبغي أن يكون الأخوة المؤمنون على معرفة أن الشهرة معناها ذيوع شيء انتشاره ، وأحياناً هذه الشهرة تسمى إشاعة ، فيصبح أمراً ًمشهوراً، لذا قيل: ( رُبَّ مشهورٍ لا أصل له )، الشهرة لا قيمة لها عندنا، لذلك يبحثون في مسألتين في الشهرة فقط لا غير، ولا يبحثون عنها في الأنساب، يبحثون عن الشهرة الفتوائية، ويبحثون عن الشهرة الروائية فقط لا غير.
هل الشهرة الفتوائية حجة؟!
عند الفقهاء الشهرة ماذا تعني؟
الجواب: أن يكثر عدد القائلين بقول في مسألة فقهية، هذه تسمى شهرة فتوائية، وهذه لا تصل إلى درجة الإجماع، بينما عند علماء الحديث فالشهرة: أن تكثر رواة الخبر على وجه لا يبلغ حد التواتر فيسمى شهرة روائية.
إذن هناك فرق بين شيوع الفتوى التي لها حكم، وبين شيوع الرواية أو الخبر،وهو يسمى اشتهارا، إذن لدينا شهرة فتوائية وشهرة حديثية روائية، ينبغي عدم الخلط بينهما.
وماذا عن لباس الشهرة؟
ولدينا أيضاً شهرة في الفقه تسمى لباس الشهرة، فما المراد بلباس الشهرة؟
أن يلبس الإنسان لبساً يكون متميزاً به والجميع يشير إليه، كأن يلبس أحدهم لبساً مزركشاً فيه بقعة خضراء وبقعة زرقاء وبقعة كذا بحيث يُهين نفسه، فهذا يسمى لباس الشهرة، لذا لا يوجد لدينا لثبوت النسب الشهرة، لذلك أنا لاحظت في هذا الشريط دائماً يكرر الشهرة عندنا ثابتة ونشهد على الشهرة، الشهرة لا توجد نسباً ولا يثبت بها نسب، بينما الذي يثبت به النسب هو الشياع ليس إلا، يثبت النسب بالشياع.
وهل(DNA ) تثبت حقوق سيادتهم فقط؟
أمر آخر طُرح عندنا ( DNA ) وهو تحليل يمكن الوصول عبره للدم ومطابقة الجينات الوراثية وما إلى آخره، فيقول هذا الشخص المؤمن: ( لو أخذنا من سيّد دماً، وأخذنا من عندنا نحن دماً، فصار (DNA ) ليس مطابقاً وصار كل منهما مختلفاً عن الآخر ولم يتطابقا، فحينئذٍ نحن السادة وأما ذاك المؤمن السيد فالله يستر عليه ...) عجيب! المسألة شرعية فما هذا التلاعب؟! هذا ثبتت سيادته ثبوتاً شرعياً تأتي أنت لتقول الله يستر عليه، يعني هو ليس سيداً، الله عز وجل يقول عنه سيد والرسول (ص) يقول عنه سيد، بمعنى أنه يجب ترتيب آثاره، تأتي أنت لتقول عنه ليس سيداً لأنه لم يطابق (DNA ) هذا غريب! بينما ينبغي أن تعالج المسألة بطريقة أخرى ينبغي أن يقال مادام المسألة فيها 98 بالمائة فاحتمال الخطأ وارد وكلنا سادة هذا على أقل التقادير، أو أن يقول نأخذ من عدد من العوائل السادة بحيث نقطع بأن هناك ستة أو سبعة عوائل سيتطابق (DNA ) مثلاً مع بعضها البعض ويتم المقارنة بيننا وبينهم للخروج بمخرج، أما أن يقول إذا ثبت الخلاف فمعناه أننا سادة، من أين لك هذا؟ وهل نزل الوحي على شخص معين فقال لهؤلاء أنتم سادة وذاك الآخر ليس سيداً مثلاً، لماذا عندما يقع الخلاف لا تكون أنت غير سيد؟ وأن هذه الأدلة والقرائن التي لديك غير صحيحة، لا يصير تلاعب بالدين، لا يصير تلاعب بالأدلة، هذا غير صحيح وغير شرعي.
للاستماع للمحاضرة يرجى الدخول على الرابط التالي :
http://labbake.com/sounds01/5otab/saed_abdulh_al-mosaue/29h/29h-06-29_al-shra_&_al-nasab.mp3
رابط المحاضرة
http://www.labbake.com/index.php?show=news&action=article&id=571
تابع باقي الخطبة من الموضوع
[/b]
عدل سابقا من قبل كثر البلاء و قل الديانون في السبت يوليو 05, 2008 4:44 pm عدل 1 مرات (السبب : تحديث الروابط)