بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على كثير النعم وعظيم المنن،والصلاة على سيد العرب والعجم المبعوث رحمةً للأمم وعلى آله الطيبين الطاهرين
إن الإنتساب إلى العترة النبوية الطاهرة شرف ليس فوقه شرف إذا ضم إليه صاحبه مع طيب الحسب والنسب جميل الفعال وحميد الخصال،وترسم في كل جوانب حياته الأخلاق الرفيعة لهذه العترة الطاهرة وأما من اتكل على طيب الحسب والنسب ولم يعمل لآخرته فهذه العترة الطاهرة تحذره سوء المنقلب (إن الله قد خلق الجنة لمن اطاعه ولو كان عبداً حبشياً، وخلق النار لمن عصاه ولو كان سيداً قرشياً) فلا ينتفع صاحب هذا النسب به وهو ثابت له مالم يكمله باستقامته على جادة الشريعة وحسن خلقه.فلا ينبغي لمن يطلب مثل هذا الشرف أن يضيع ما يكمله،فلا شرف الإنتماء الى الرسول يطلب بالمعصية و لا كمال القرب منه يدرك بسوء الخلق.
ظهرت في الفترة الاخيرة دعاوى مختلفة فيما يتعلق بهذا الموضوع كان آخرها دعوى عائلة النمر (المبارك) في انتسابهم الى الدوحة النبوية،هذه الدعوى وبغض النظر عن صحتها وسقمها لعدم وجود ادلة يعتمد عليها فان من يطرح هذه الدعوى عليه الالتفات الى امور عدة:
1-الخشية من الله ومراعاة الضوابط الشرعية وتطبيقها بدقة وألا يستخفهم الشيطان للتساهل في هذا الامر طمعاً في الحصول على هذا الشرف.
2-عدم إدخال الأحكام الشرعية في المهاترات او طرح هذه الاحكام بصورة مغلوطة للوصول الى مآرب خاصة فان ذلك مخالف للشرع الشريف،فإن كان عن غير قصد فهذه مصيبة لأنه يدل على جهل من يدعي العلم،وإن كان عن قصد فالمصيبة اعظم لان في ذلك تدليس على الناس وتضليل للعامة وهو مجانب للتقوى والورع.
3-عدم تجهيل الناس واستغفالهم والإستخفاف بعقولهم ،فمن الطبيعي في مثل هذه الحالات أن يطلب الناس الأدلة وعلى المعنيين إبرازها للناس والتحاور معهم بسعة صدر ويترك للناس حرية الاقتناع وترتيب الآثار.
4-عدم التعامل مع الناس باستعلاء مهما كانت وجهة نظرهم ومهم اختلفوا معهم في الرأي،فلا يصح استعمال اساليب الضغط والترهيب والحشد العشائري مثل التهديد والوعيد للمخالفين بأنهم سيندمون ولات حين مندم أو من ليس معنا فهو ضدنا أو سنتصرف بحزم مع كل من لا يحترمنا(يرتب آثار السيادة كتغيير الألقاب) أو من لا يصدق بسيادتنا فهو يهين عائلة النمر وحاقد عليها ويحسدها على هذا الشرف ....................فهذه الطريقة في التعامل تدل على الضعف لأنه لايلجأ الى الصراخ والعويل الا من يعوزه المنطق والدليل،وهذه الطريقة في التعامل لاتمت الى محاسن الأخلاق بصلة.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه وابعدهم عن موارد سخطه وغضبه
رجال دين من القطيف والأحساء
19جمادى الثانية 1429هـ
منتدى الاصيل و الدخيل في النسب الشريف