بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وبعد:
إن لتراكم المستجدات وتسارعها آنا بعد آن وتخطيها دائرة النقاش الأولي الهادئ وبلوغها ذروة التعارض المستحكم فهي لم تعد في اطار سجالات طبيعيه بين طرفين قد ترسم او تُثبت حقيقه ما، يسلّم بها طرف ويخسر فيها آخر فالمسأله ليست من جوهر الجدل المتعارف بين عموم الناس فهي تخطت هذا النسق وتجاوزته تماما وأصبحت أمام إرث فقهي جديد يغاير مابدأت به في المرحله السابقه, وهذا الارث لايمكن علاجه الا عن طريق ذوي الاختصاص من اهل العلم ولايمكن ان تناله أيدي الجهل والجهّال والعوام مهما بلغوا من الكثره او القوة فالأحكام الشرعية لم تُبْنَ قط على كثرةٍ او قلهٍ بل هي تُرْسَم ضمن مبان فقهية تطبخ في مطابخها الخاصة وأعني بذلك علمائنا وفقهائنا ومراجعنا, فالشهرة والشياع والبيَّنه والقطع والظن والاحتمال والتعارض و..و..وغير ذلك كلها ليست من الوضوح والبداهة بحيث يتناولها (كل من هب ودب).
إن صمت ذوي الاختصاص عما يجري امر مذهل ومحير ولو مات الانسان كمدا لما يلام فهل أصبح الشرع بيد هؤلاء العوام, وهل أصبح الدين الذي صدع به النبي الاكرم صلى الله عليه واله العوبه في حناجر عصابات استهوت الشتائم والسباب؟ اين الغيارى على دين الله ؟ اين ذوو الالباب والدين ؟ اين ذوو الحمية والشجاعة؟ والله لكأني بغلمانكم وصبيانكم بعد هذا يعلون منابركم ويرغمون انوفكم وانتم لهم طائعون فانتظروا انا منتظرون, فهاهم قد جيشوا الجيوش وأعدوا العدة لكل من ينكر عليهم سيادتهم فأرعبوا وهددوا وتوعدوا وسبوا وشتموا وقذفوا فهل بقي شئ ينتظر المنكرين لسيادتهم المزعومه ؟ فإنا لله وانا اليه راجعون , إن كل هذه الأحداث المؤلمه ماكانت لتقع لولا تلك الخطابات الرنانه التي على إثرها شنجت العشرات وعبأتهم وزجت بهم في ميادين المواجهة مع كل من تسول له نفسه معارضة السياده فهي جاءت تحمل مشروع حرب على بني جلدتها قبل الآخرين, نعم هي قادرة كما تقول على ازاحة الجبال في سبيل اثبات سيادة مزعومة الاانها غير قادرة ابداً ولو بمقدار ذرة على خلق حاله جديدة في نفوسنا تلبستها زورا خصوصا مع هذا الاستنكار العارم الذي قلما تجد له مثيل في منطقتنا فلو أردنا أن نحصل على اجماع شيعي في بلادنا عبر عقود طويلة مماثل لهذا الاجماع لما حصلنا عليه أبداً فهاهي الأحساء تعج بأطيافها المتنوعه وعلماءها المتورعة وحوزتها المقدسة وقراها المترامية مستنكرة هذا الادعاء الذي لايلبس الضوابط الشرعية وهاهي الدمام بسادتها العظماء وعلى رأسهم العلامة السيد علي وعلماءها ومشايخها الأجلاء وأبنائها الشرفاء رفضت الإنصياع والقبول مستهجنة هذه الظاهرة الغريبة ولقد ترجم هذا الرفض عملياً بالإعراض عن يوم الاربعاء المشؤوم, ولاننسى أبنائنا وإخواننا في قم المقدسة الذين رفضوا بكل جرأة هذه المهزلة الدخيلة على مجتمعنا, كما لاننسى وهو الاهم تلك الاصوات التي صدحت من داخل العائلة سواءاً عبر بيان سماحة الشيخ عبد المحسن الذي أشار فيه الى عدم وجود شهرة شرعية مثبتة للنسب الشريف في مواطن سكن الأسرة حاليا ولا في موطن سكنها السابق بل ان الشهرة المطبقة المحققه المؤكدة التي يعرفها القاصي والداني جيلا بعد جيل في الأحساء داخل العائلة وخارجها هي على خلاف ذلك تماما, وبناءاً على ذلك قال الشيخ عبد المحسن فانا نرى ان عائلة النمر وسائر أبناء عمنا من عائلة المبارك لا تنتسب الى النسب الهاشمي الشريف شرعا (انتهى كلام الشيخ) .
هذا بالإضافة الى شريحة كبيرة من وجهاء عائلة النمر كانت قد اصدرت بياناً طالبت فيه أهل السيادة بعدم الاستعجال فيما يسمى بالتتويج واستنجدت بالعلماء والفضلاء من أهالي المنطقة بدعمهم في موقفهم .
ان كل هذا السرد والدلائل يكفي لالجام المتسيدين الجدد ولو احتياطاً وورعاً الا أن زخرفة السيادة الوهمية أعمت أبصارهم فهم يرون المعارضة حسب قولهم تسلب حقوقهم والمناقشة في أدلتهم توهين لهم ومن لم يكن معهم فهو ضدهم فلا بينة إلا بينتهم ولا شهرة إلا شهرتهم ولا شياع إلا شياعهم, من هنا نؤكد على أن إثبات هذه السيادة لايرتكز على أي مقومات علمية صحيحة مهما حاول البعض أن يجعل من نفسه ميزاناً في إثبات هذه الكفة على الأخرى ومهما حاول أن يخلق شياعاً أو شهرة لااساس لهما ومهما حاول أن يجعل من نفسه بينة كافية لاثبات مدعاه فلا الشياع موجود ولا البينة قائمة لأنها علميا معارضة ببيّنة أخرى وهذا يكفي في اسقاطها، هذا مع التغاضي عن النقاش في العدالة وإلا هذا مبحث اخر بإستطاعتنا أن نثبت عدم عدالة هذا الطرف الذي وقف موقفا عظيماً تهتز منه الجبال وتخفق منه القلوب وهو يلوح بيديه امام الحضور (هل احد منكم يشك في عدالتي) قال الله تعالى ( ولاتُزَكُّوا أنْفُسَكُمْ الله يُزَكّي مَنّ يَّشَاء) وليته اكتفى بهذا فحسب بل ادعى ان قوله حجة لايمكن مخالفته فعليه تثبت السيادة وخرج الحضور مكبراً وكأن هذا الأمر اودعه الله في جُبِّته يُقَسَّمُهُ على قرابته ساعة مايشاء.
إن أدنى تمعن لكل ذي عينين وبصيرة يدرك وللوهلة الأولى تزييف هذه الامور اذ ليس من المعقول ان تُطَبَّق المنطقة برمتها على استهجان هذا الأمر ومعارضته والامتعاض منه وفي الوقت نفسه تدعي مجموعة لاتتجاوز اليد الواحدة إثبات هذا الامر ومن المؤكد أنها لاتتجاوز اليد الواحدة إذ أن البقية الباقية ماهي إلا تبع لاتجزم يقينا بانتسابها الى الدوحة الهاشمية مهما إدعت ذلك فهذا الإدعاء لايغير من الحقيقة شي, والدليل على ذلك انه لو قدر لهذه المجموعة القليلة التي تصدت لإثبات السيادة بالقوة على التراجع لتراجع الجميع وهنا تكمن المصيبة العظمى والطامة الكبرى .
وفي الختام نؤكد على ان المسألة لم تَستَوعب فقهياً وعلمياً وإنما غُلّفت بغلاف واه اوهن من بيت العنكبوت وقد انطلت على كثير من إخواننا وأعزائنا من آل مبارك مستضعفي آل محمد صلوات الله عليهم. ونحن متيقنون ولاشك لدينا ان هذه المسألة لو مُحَّصَت علميا - اسأل الله تعالى أن يُتم ذلك في القريب العاجل - من اهل الاختصاص والفقهاء سوف نخرج بنتيجة معاكسة تماماً قد تقلب المعادلة لأن المسألة الآن في أيد غير أمينه ونحن قد نعذر بنسبة معينة العلماء والفقهاء في عدم تمحيص هذه المسألة لان الجو العام المعبأ لايرحم عالماً ولافقيهاً ولاسيدا ولا شيخاً ومن هنا نقولها وبصراحة اننا لانستطيع ان نذكر الأسماء التي تقف خلف هذا البيان لا لشئ أبداً إلاخوفاً من تلك الألسن التي لم ترحم أحداً فهي قد تفتك بمن أمامها, بل ان كبيرهم صرحها مراراً مهدداً ومتوعداً كل من يقف أمام سيادته, ونحن نقولها بما لالبس فيه لو أن هناك جهة تكفل عدم التعرض لنا بالسباب والشتائم لكشفنا عن العشرات من الأسماء التي تتبنى هذا البيان. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُعَجَّل فرج مولانا الإمام المنتظر صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جمع من طلبة الحوزة العلمية في الاحساء
24-6-1429