والخاتمة سؤال وإجابة في النسب
وفي نهاية كلمة سماحته حفظه الله انبرى أحد المؤمنين الحاضرين بسؤال مفاده أنه ورد في الرواية : ( لعن الله الداخل فيهم بلا نسب والخارج منهم بلا سبب ) وإذا كنا نعيش اليوم بركات هذه السيدة العظيمة السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها فهل يجوز لنا أن نسكت عمّن يريد أن ينتسب لها في عصرنا اليوم مع أنه قد لا يكون من السادة الكرام نسل الزهراء عليها السلام؟!
أجاب سماحته على هذا السؤال بقوله:
بالنسبة لهذه المسألة، طبعاً لا شك أن هذا القول مأثور: ( لعن الله الداخل فيهم بلا نسب، والخارج منهم بلا سبب )، وهناك روايات كثيرة تُعضّده، كرواية : ( لعن الله إلى من نسب نفسه إلى غير أبيه ) وروايات أخرى كثيرة تصب في هذا المضمار، لذا فقد شُنّت حملة قوية على معاوية حينما ألحق زياد بأبيه، وهذه مسألة حساسة في الشرع المقدس، ففي الشرع يثبت النسب بطريقين:
ـ الطريق الأول: هو الشياع.
ـ والطريق الثاني: هي البينة الشرعية.
فما المقصود من الشياع ؟!
المقصود بالشياع هو أن يشيع في منطقة في قرية في مدينة أن هؤلاء أبناء رسول الله، أن فلاناً هو ابن رسول الله (ص) هذا هو المقصود حينئذٍ بالشياع، فلو كان هناك شياع في وسطنا نحن كقبيلة كحمولة أننا نحن أبناء رسول الله (ص) والآخرون لا يعلمون بذلك، فلا يمكن أن يُعتبر هذا مما تثبت به السيادة عادة، وكدليل على ذلك بيت الشيخ المامقاني عليه الرحمة يقول في مقدمة كتابه الذي هو مقدمة في شرح حال آل بيت المامقاني يقول: المشهور بيننا والشائع بيننا أننا من نسل رسول الله (ص) ومع ذلك لم يعلنوا أنهم من أبناء رسول الله (ص) بل كانوا يعتمّمون العمامة البيضاء وكانوا ومن ثم يراعون هذه الجوانب.
الأمر الآخر: البينة الشرعية:
وما المقصود من البينة الشرعية؟
البينة الشرعية المراد منها شخصان عادلان يشهدان بأن فلاناً من نسل رسول الله (ص) هذا المقصود منها، طبعاً لو شهد هذان الشخصان بأن فلاناً ابن عمّنا هو سيّد، وأبناء عمومتهم افرض أنهما عادلان وأنهما شهدا بأن ابن عمهما سيد، فهذا لا يمكن أن تثبت به هذا النمط من السيادة لأنها شهادة للنفس وللذات، وهذا نوع من الإقرار والإقرار حجة على الإنسان معتبرة من الناحية الشرعية باعتبار ( إن إقرار العقلاء على أنفسهم جائز)، لكن إذا كان يشكل ضرراً له لا منفعة له، كأنْ يأتي شخص فيدعي قائلاً بأن هذا البيت بيتي، ولدي اثنان من أبناء عمي يشهدان لي بأن هذا البيت لي، أو أنني أنا أشهد على أن هذا البيت لي، هذا الشخص لا تُقبل شهادته، نعم لو أقر هو بأن البيت الذي هو ساكن فيه ليس له مثلاً فهذا يعتبر من باب (إقرار العقلاء على أنفسهم جائز)، فيقال له إنك أنت أقررت بأن هذا البيت ليس لك، وهذا معتبر شرعاً، لكن الشهادة الأولى الآنفة الذكر ليست معتبرة في هذه الحالة، غير معتبرة بهذا المعنى، أن شهادة العدلين تثبت النسب فلا تثبت نسب العدلين نفسيهما وإنما هذه الشهادة تثبت نسباً آخر لغيرهما.
بالنسبة لنا نحن ما هي المشكلة أن يكون هذا سيد أو غير سيد ؟!
نعم بالنسة لنسل الرسول الأعظم (ص) يعتبر أمانة عند الأمة، باعتبار قوله تعالى: { ... قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ... } [الشورى/23]، بالنسبة لمن يدّعي السيادة ما الذي يستفيده؟!
نعم هناك استفادة وهو الانتساب لهذا الشرف، هذا الانتساب هل هو انتساب حقيقي أم أنه انتساب ظاهري؟!
إذا أردت منه الانتساب الظاهري أمام الناس فحينئذٍ هو لن يُفيدني آخرةً، ربما أستفيد منه في الدنيا، بالرغم من المشاكل حيث يترتب عليها أحكام شرعية دنيوية وهي مشكلة شرعاً، ومنها أنه لو لا سمح الله أنني مكّنت أبنائي من الحق الشرعي فإنه يعتبر سرقة أساساً لو لا سمح الله صار هذا الأمر غير واقع، نعم أنا استفدت فائدتين لكن بالمقابل لو كنت سيداً ولم أعلم هنا ماذا يحصل؟!
أولاً : أنني صاحب تقوى وورع.
ثانياً : أنني أدفع عن نفسي مفسدة فما أتحمّل التصرف في حقوق بني رسول الله (ص) وهذا ما فعله آل المامقاني، حيث أن آل المامقاني المشهور أنه شهد لهم الشيخ محمد السماوي، وشهد لهم الشيخ المرعشي النجفي رضوان الله عليهما أنهم من السادة ولكن لم يعلنوا احتياطاً، فكانوا لا يأخذون الأخماس ولا يأخذون الزكوات، فكانوا لا يأخذون الزكوات لأنه يحتمل أن يكونوا من السادة فتحرم عليهم الصدقات الواجبة، ولا يأخذون الأخماس لأنه قد يحتمل أن يكونوا عواماً غير سادة فيكون تصرفهم تصرفاً غير شرعي.
هذه هي المسألة، طبعاً إذا لم يتم مراعاة الجوانب الشرعية في مثل هذا الأمر قطعاً يخل في كثير من المسائل، هذا وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
وفي نهاية كلمة سماحته حفظه الله انبرى أحد المؤمنين الحاضرين بسؤال مفاده أنه ورد في الرواية : ( لعن الله الداخل فيهم بلا نسب والخارج منهم بلا سبب ) وإذا كنا نعيش اليوم بركات هذه السيدة العظيمة السيدة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها فهل يجوز لنا أن نسكت عمّن يريد أن ينتسب لها في عصرنا اليوم مع أنه قد لا يكون من السادة الكرام نسل الزهراء عليها السلام؟!
أجاب سماحته على هذا السؤال بقوله:
بالنسبة لهذه المسألة، طبعاً لا شك أن هذا القول مأثور: ( لعن الله الداخل فيهم بلا نسب، والخارج منهم بلا سبب )، وهناك روايات كثيرة تُعضّده، كرواية : ( لعن الله إلى من نسب نفسه إلى غير أبيه ) وروايات أخرى كثيرة تصب في هذا المضمار، لذا فقد شُنّت حملة قوية على معاوية حينما ألحق زياد بأبيه، وهذه مسألة حساسة في الشرع المقدس، ففي الشرع يثبت النسب بطريقين:
ـ الطريق الأول: هو الشياع.
ـ والطريق الثاني: هي البينة الشرعية.
فما المقصود من الشياع ؟!
المقصود بالشياع هو أن يشيع في منطقة في قرية في مدينة أن هؤلاء أبناء رسول الله، أن فلاناً هو ابن رسول الله (ص) هذا هو المقصود حينئذٍ بالشياع، فلو كان هناك شياع في وسطنا نحن كقبيلة كحمولة أننا نحن أبناء رسول الله (ص) والآخرون لا يعلمون بذلك، فلا يمكن أن يُعتبر هذا مما تثبت به السيادة عادة، وكدليل على ذلك بيت الشيخ المامقاني عليه الرحمة يقول في مقدمة كتابه الذي هو مقدمة في شرح حال آل بيت المامقاني يقول: المشهور بيننا والشائع بيننا أننا من نسل رسول الله (ص) ومع ذلك لم يعلنوا أنهم من أبناء رسول الله (ص) بل كانوا يعتمّمون العمامة البيضاء وكانوا ومن ثم يراعون هذه الجوانب.
الأمر الآخر: البينة الشرعية:
وما المقصود من البينة الشرعية؟
البينة الشرعية المراد منها شخصان عادلان يشهدان بأن فلاناً من نسل رسول الله (ص) هذا المقصود منها، طبعاً لو شهد هذان الشخصان بأن فلاناً ابن عمّنا هو سيّد، وأبناء عمومتهم افرض أنهما عادلان وأنهما شهدا بأن ابن عمهما سيد، فهذا لا يمكن أن تثبت به هذا النمط من السيادة لأنها شهادة للنفس وللذات، وهذا نوع من الإقرار والإقرار حجة على الإنسان معتبرة من الناحية الشرعية باعتبار ( إن إقرار العقلاء على أنفسهم جائز)، لكن إذا كان يشكل ضرراً له لا منفعة له، كأنْ يأتي شخص فيدعي قائلاً بأن هذا البيت بيتي، ولدي اثنان من أبناء عمي يشهدان لي بأن هذا البيت لي، أو أنني أنا أشهد على أن هذا البيت لي، هذا الشخص لا تُقبل شهادته، نعم لو أقر هو بأن البيت الذي هو ساكن فيه ليس له مثلاً فهذا يعتبر من باب (إقرار العقلاء على أنفسهم جائز)، فيقال له إنك أنت أقررت بأن هذا البيت ليس لك، وهذا معتبر شرعاً، لكن الشهادة الأولى الآنفة الذكر ليست معتبرة في هذه الحالة، غير معتبرة بهذا المعنى، أن شهادة العدلين تثبت النسب فلا تثبت نسب العدلين نفسيهما وإنما هذه الشهادة تثبت نسباً آخر لغيرهما.
بالنسبة لنا نحن ما هي المشكلة أن يكون هذا سيد أو غير سيد ؟!
نعم بالنسة لنسل الرسول الأعظم (ص) يعتبر أمانة عند الأمة، باعتبار قوله تعالى: { ... قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ... } [الشورى/23]، بالنسبة لمن يدّعي السيادة ما الذي يستفيده؟!
نعم هناك استفادة وهو الانتساب لهذا الشرف، هذا الانتساب هل هو انتساب حقيقي أم أنه انتساب ظاهري؟!
إذا أردت منه الانتساب الظاهري أمام الناس فحينئذٍ هو لن يُفيدني آخرةً، ربما أستفيد منه في الدنيا، بالرغم من المشاكل حيث يترتب عليها أحكام شرعية دنيوية وهي مشكلة شرعاً، ومنها أنه لو لا سمح الله أنني مكّنت أبنائي من الحق الشرعي فإنه يعتبر سرقة أساساً لو لا سمح الله صار هذا الأمر غير واقع، نعم أنا استفدت فائدتين لكن بالمقابل لو كنت سيداً ولم أعلم هنا ماذا يحصل؟!
أولاً : أنني صاحب تقوى وورع.
ثانياً : أنني أدفع عن نفسي مفسدة فما أتحمّل التصرف في حقوق بني رسول الله (ص) وهذا ما فعله آل المامقاني، حيث أن آل المامقاني المشهور أنه شهد لهم الشيخ محمد السماوي، وشهد لهم الشيخ المرعشي النجفي رضوان الله عليهما أنهم من السادة ولكن لم يعلنوا احتياطاً، فكانوا لا يأخذون الأخماس ولا يأخذون الزكوات، فكانوا لا يأخذون الزكوات لأنه يحتمل أن يكونوا من السادة فتحرم عليهم الصدقات الواجبة، ولا يأخذون الأخماس لأنه قد يحتمل أن يكونوا عواماً غير سادة فيكون تصرفهم تصرفاً غير شرعي.
هذه هي المسألة، طبعاً إذا لم يتم مراعاة الجوانب الشرعية في مثل هذا الأمر قطعاً يخل في كثير من المسائل، هذا وصلى الله على محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين